Tuesday, October 18, 2011

معركة ليبيا القادمة والأكبر ستكون ضد التخلف

لا شك أن النهاية الحتمية التي لقيها الطاغية والدجال معمر القذافي وأبناؤه القتلة على يد الشعب الليبي بعد عقود من الظلم هي نهاية يستحقها كل ظالم وإذ نرى الليبيين والليبيات  في كافة المدن  الليبية يحتفلون بهذا الإنتصارالتاريخي و بإسدال الستار على حقبة  مظلمة و طويلة في تاريخهم يبقى السؤال الأهم المطروح أمامنا جميعا   هو ما إذا كنا قادرين على الإنتصار في المعركة الكبرى والقادمة لا محالة ضد التخلف والفقر والفساد الذي ورثناه من حكم القذافي...وفي مايلي سرد لبعض ملامح  هذه المعركة:

  1. ليبيا بحاجة إلى بنية تحتية حديثة ومتكاملة بما في ذلك إعادة تخطيط  وبناء مدن دمرت بالكامل و ما يتبعها من احتياجات الكهرباء والماء والخدمات  يراعى فيها حسن التخطيط والذوق المعماري والتوسع الأفقي بدل التوسع الرأسي واتباع المعايير العالمية وتعد لها دراسات فنية و دراسات  جدوى  لا مجال فيها للعشوائية ولا تغفل فيها أمورحيوية مثل وسائل النقل الحديث كالمترو وشبكات المعلوماتية السريعة حتى لا نحتاج بعد ذلك إلى الحفر وإعادة الحفر  الذي عودنا عليه النظام الفوضوي السابق  والذي كان من بين أسبابه الجهل الفاضح بأمور التخطيط وسوء الإدارة.
  2. ليبيا بحاجة إلى تنويع مصادر الدخل فيها  بدل الإعتماد الكلي على النفط... بما في ذلك تنمية  قطاع السياحة وما يستلزمه من خدمات و دعاية و تعليم سياحي و توعية سياحية وبيئية وهي بحاجة إلى إيجاد فرص عمل لمئات الآلاف ممن حرموا في العهد المنهار من فرص العمل المثمر وفي نفس الوقت بحاجة إلى معالجة التكدس الإداري في دواليب الدولة وبدلا عن ذلك تشجيع القطاع الخاص وإزالة القيود والعراقيل البيروقراطية التي ورثناها من العهد العثماني.
  3. ليبيا بحاجة إلى الإستثمار الجدي في تعليم حديث مبرمج لتلبية احتياجات الإقتصاد الوطني لكي تعوض الحرمان الذي أصاب جيلا كاملا أو أكثر خلال حكم القذافي المتخلف...وهي أيضا بحاجة إلى تعليم مهني مبرمج هو الآخر لتلبية احتياجات إقتصادها. 
  4. ليبيا بحاجة إلى سواعد كافة شبابها ونسائها ومشاركة المرأة إلى جانب الرجل على قدم المساواة وإلى نبذ الأفكار البالية والمتخلفة التي تحاول تحجيم دورها... وهي بحاجة إلى بعث الحياة في طاقات أبنائها الخلاقة بتشجيع الفنون والآداب ونشر ثقافة القراءة و دورالكتب  بعد عقود الحرمان و التجهيل.
  5. ليبيا بحاجة إلى الإنفتاح على العالم و الإستفادة من تجارب الدول المتقدمة في بناء تعليمها وصحتها واقتصادها.

ولكي تضمن ليبيا الجديدة الإنتصار في معركة البناء  الكبرى هذه لا بد أن تدرك أن إختيار قياداتها  يجب ألايكون عشوائيا أو بناء على قرابة الدم أو صداقة ولا تكفيه شهادة "شيخ جامع" بل يحتاج إلى شهادات اختصاص عليا متميزة  وخبرة مثبتة وإلمام بعلم الإدارة الحديثة بما في ذلك إدارة البرامج والمشاريع الكبرى  بالإضافة طبعا إلى شروط  النزاهة و نكران الذات وفي ذلك فليتنافس التنافسون....