Wednesday, June 1, 2011

ليبيا ما بعد القذافي وخيارات الليبيين

يمكن القول أنه  ثمة شبه إجماع لدى كافة الليبيين والليبيات على أن سقوط  الحكم الفاسد في ليبيا  والذي عاث في الأرض فسادا وطغى وتجبر على مدى أكثر من أربعة عقود قد بات وشيكا و اقتربت ساعته.

 لكن السؤال المهم الذي  يظل يطرح نفسه  بعد رحيل  النظام  هو شكل الدولة الجديدة التي يصبو إليها الليبيون والليبيات... سؤال لا بد من الخوض فيه منذ الآن في إطار موسع على كافة المستويات الإعلامية والوطنية والشبابية  ولا بد أن يوضع على رأس جدول أعمال المؤتمر الوطني المزمع عقده  بعد التحرير  وهو أمر لا شك سوف  يحتاج إلى قدر  كبير من الوعي وبعد النظر ونكران الذات وسيضعنا أمام خيارين: 
  •  دولة يعلو فيها القانون  وقيم الحرية والعدالة والتسامح وأخرى تنزلق بنا إلى مستنقع الفوضى من جديد...
  • دولة مدنية  حديثة تضمن التداول  السلمي على الحكم و  فصل السلطات  وأخرى تحكمها لغة  العسكر والسلاح... 
  • دولة تشترط المؤهلات والتخصص  والنزاهة في حكومتها  وأخرى يتكالب على حكمها  انتهازيون و أشباه متعلمين....
  • دولة تخدم فيها الحكومة شعبها ويراقبها ويسائلها وأخرى يخدم فيها الشعب حكومته وتراقبه وتسائله...
  • دولة تسمو فوق التعصب الديني والقبلي والعرقي وأخرى تنزلق بنا إلى مستنقع التعصب  والجاهلية والقبلية...
  • دولة تسعى إلى تنويع اقتصادها والخروج به من  لعنة النفط وتتعلم من تجارب الآخرين وأخرى لا تفقه في الأمر شيئا 
  • دولة تقدس دور المرأة ونعتبرها شريكا أساسيا للرجل وأخرى تنظر إليها نظرة متخلفة و تحقرها وتحجم دورها...
  • دولة تعي أهمية الشباب ودورهم في بناء المستقبل وتضمن لهم فرص التعليم والتدريب والعمل وأخرى لا تكترث بذلك ...
  • دولة  ترعى العلوم والثقافة والإبداع  وأخرى تجهل كل ذلك ...
  • دولة تحارب الفقر والجهل و الفساد والمكتبية  وأخرى تنميها...

فيا ترى هل ينتصر الوعي و بعد النظر و نكران الذات...   أم ينتصر الجهل و قصر النظر و حب الذات...إن غدا لناظره لقريب...